يعدّ الحفاظ على التراث الثقافي جزءاً لا يتجزأ من عملية الحفاظ على الهوية الإنسانية والكينونة البشرية، فهو يؤكد أن الحاضر ما هو إلا همزة الوصل بين ماضٍ عريق ومستقبل نرسم ملامحه بأفعالنا، ولهذا أخذت الدول والشعوب تهتم بإنشاء المتاحف ورعايتها لما لها من أهمية تعليمية وثقافية وإعلامية، كما أن المتاحف تعد مكاناً أميناً لحفظ التراث الإنساني بشتى صوره وأشكاله، فهي مراكز فكر وإبداع تحكي قصص الشعوب وحضاراتهم التاريخية عبر العصور المختلفة بواقعية وحقائق علمية مرئية تدحض الافتراء والتزييف. فالحضارة لا تموت بل تظلّ حيّة تخبئ خلفها كنوز الأمم وتراثها في بيئتها الحاضنة لها حتى يهيأ الله لها قوماً يكشفون عنها، ويحافظون عليها.